تجلس على مكتبها تمسك دفتر وتكتب فيه

(" كان كل شيء طبيعيا وجميلا قبل ثلاث أسابيع منذ ذلك اليوم المشئوم وحياتي لم تعد تحت سيطرتي لا أعلم من يتحكم بها لكني أعلم أن من يتحكم بها هو من يتحكم بي. ذلك الشخص أو الشيء جعل الجميع يكرهني وينظرون لي بشمئزاز وكراهية أرى في عيونهم النفور وإتهامهم لي بقتل نوح لم أكن أنا أقسم او كنت أنا ..

أهرب من تلك الحياة بالنوم يأتوا لي في احلامي أم أنها كوابيسي لم يعد لي القدرة على تمييز الأشياء أتذكر ذلك الحلم كنت فيه أسير بتعب أجر شيء ما يصنع صريرا مزعجا لاحتكاكه بالأرض كنت أسير على بعض الجثث وجثة نوح من ضمنهم لكني لم أقف بل أكملت سيري نظرت خلفي وجدتني أجر فأس متسخ بالدماء المتجلطه عليه وبعدها لازالت صابحه كانت هناك أعين تراقبني من الظلام مع تلك الابتسامه المخيفه لم يسعني معرفت من هم لأنني إستيقظت

وكابوس آخر كنت أقف في منتصف قاعة كبيرة وهناك العشرات الجثث لا تملك الرؤوس واقفة وتمد يدها لي وهي ممسكة برأسها والرأس تتكلم لغة غريبه جميعها بوقت واحد لم أستطع فك شفراتها حتى سمعت بين الكلام نفس الكلمة (أرسيا) لم أستطع التحمل أكتر وضعت يدي على أذني بالحلم حتى نزفت أذناي إستيقظت بهلع بادي على مظهري وجدت نقط دماء على وسادتي نظرت للمرآة وجدت أذني اليمنى تنزف.

وهكذا سلسلة من الإزعاج الامتناهي أحاول عدم النوم لكنهم دائما ما يفوزون في كل معركة وكل حرب أريد معرفة من هم ولما أنا.

لم أفكر بالإنتحار بل نفذت دون تفكير لكنهم رفضوا ذلك واستطاعوا منعي حين شلوا أعصابي عند مسكي السكين وقتها علقت لمدت ساعتين كيف عرفت لأنهم أتوا في أحلامي لم يظهروا كالعادة كان المكان مظلم لم أرى سوا عيون حولي وهذه المرة أبدلوا الابتسامه المقززة بتعبير غاضب وهم يدورون ويقولون أشياء بتلك للهجة الغريبة لكن هذه المرة فهمتها بطريقة ما فهمتها

(*القاتل سيقتل لكن ليس الآن .....القاتل سيقتل على يد الأحباء*)

يقصدوني هذا مؤكد هذا يعني أنهم يجعلوني أفهم حين يريدون ويتسلون عندما لا شيء يكون واضح أمامي هل أنا لعبة بيدهم هل أنا قاتلة كما يقولون

أريد الصراخ فعلا وقول كل شيء لشخص ما لكنهم لم يتركوا لي فرصة لفعل هذا أصبحت أشك بأنهم يتحكمون بمن حولي أيضا ليتم سجني بسجن وهمي لا أحد يسمع صرخاتي به سواي يريدون وهمي بأنه ملكي وانا حتى عقلي لا أمتلكه فيه.......")

رمت القلم وتنهدت بعمق إلا متى ستبقى هكذا.

على المكتب الكثير والكثير من أكواب القهوة. تذهب وتقف أمام المرآة تتأمل حالها في ثلاث أسابيع فقط هالات سوداء تحت عيناها يديها بها جروح كثيرة جرحت بها لعدم النوم سمعت صوت امها تذكرها بميعاد الدرس أغمضت عيناها بتعب وفتحتهم بإسراع خوفا من إتيانهم لها في تلك الغمضة إرتدت ثيابها ولفت حجابها خرجت من غرفتها نظرت لها أمها بغضب وإستحقار لم تعلق عليه سلمى لكنه أتعبها جدا نفسيا .

في الدرس جلست وحيدة رأت أصدقائها كيف يضحكون فيما بينهم إشتاقت لحديثهم لكنها لم تجرؤ الذهاب إليهم بعد ما حدث آخر مرة حين أرادت التحدث معهم وهم نعتوها بأقذر الشتائم واتهموها بأبشع الأشياء ونسيانهم لها ولصداقتهم التي دامت أربع سنوات.

بدأ الأستاذ بالشرح .كانت شاردة كعادتها في الفترة الأخيرة

(بصي بصي عاملين ازاي.)

(هههههه شكلك مش منهم.)

(هاتفضلي كدا بعيد)

لحظة هل هم فعلا يتحدثون معها الآن هل يتواصلون معها بطريقة غير الاحلام لكن لماذا ولماذا تلك الجمل هل يعقل أن هذا صوتها الداخلي . هذه أول مرة يتحدثون معها وهي في الحياة الواقعية

سلمى : يمكن دا كله حلم وأنا لسه بحلم

صوت ضحكات وهمس بكلمات غريبه ليس شخصا واحدا من يتكلم بل عدت أشخاص جميعهم بوقت واحد يتحدثون تلك اللغة الغريبه وهذا ما يدفعها للجنون

سلمى : بس بقا

قالت كلماتها بصوت عالي جذب إنتباه الجميع

الأستاذ : نعم في حاجة في البقولها

سلمى : لأ يا مستر

الأستاذ : تاني مرة ماتتكرش مفهوم

سلمى : حاضر

انتهى الدرس ولم ينتهي الصوت

ذهبت للمنزل إختفت الأصوات فجأة مما دعى للريبة والشك.

لحسن الحظ أمها لم تكن بالمنزل كانت العلاقة بينهم عادية الا حد ما علاقة أم بإبنتها الوحيدة لم تدلل حتى أفسدت ولم تحرم من الرعاية والاهتمام لكن مؤخرا بات كل شيء معكوس حتى علاقتها بعائلتها تدهورت لأبعد الحدود

دلفت لغرفتها تفكر بالأصوات التي سمعتها اليوم ما الذي يريدونه من هذا كله لم تعد تعلم ولا تقدر على إستجماع خيوط عقلها جلست على السرير

في قاعة أشبه لقاعات السيرك فارغة من الجميع لحظات وأتت عرائس غريبة الشكل ترتدي زي الأرجوز تدور حولها وهي ممسكة بفأس خشبي تضرب به الرأس التي أمامها

تأتي من جميع الإتجاهات نظرهن مصوب عليها ومستمرات في ضرب الرأس كانوا صغار جدا مقارنتها بحجمها فتبدل الحال وصاروا هم الضخام ام هي التي صغرت نظرت لملابسها أصبحت مثلهم ممسكة بالفأس ترفه وتستعد لضرب الرأس لا إراديا نظرت للرأس لم تجدها رأس خشبية والباقي أو منفصلة عن جسدها بل شاب واقعي أمامها نائم مغمض العينين حاولت عدم قتله لكن بلا هدف وبالنهاية.....قتلته

إستيقظت بسرعة شعرت بأن هناك من يخنقها سارعت قوى خفية لعدم الموت ولم تستطع عليها كادت ستموت ولا يمكنها حتى الصراخ وبلحظة تلاشى كل شيء إعتدلت نظرت بيديها رأت دماء تسيل بغزارة ركضت على الحمام بسرعة فتحت الصنبور وضعت يداه والدماء لا تختفي بل تزيد أتت والدتها

: في إيه هي المايه ببلاش مشغلاها على الفاضي ليه بقالك ربع ساعه

لم تكلمها الفتاة واكملت غسيل يدها من الدماء هم لا يروها كما تراها هي

: وكمان بطنشيني طب والله لأقول الأخوكي انت عايزة حد يربيكي

لم ترد الفتاة وباتت مشغولة بدمائها مما عصب والدتها أكثر ذهبت إليها بعصبية أمسكت بها أصبحى وجها لوجه لطمتها بيمينها وأغلقت الصنبور

: لما أتكلم تردي

تركتها الفتاة بصمت وذهبت لغرفتها جلست بجانب سريرها مسندة ظهرها على الجدار ولاتزال يدها تنزف وهي تبكي تحاول مسحها لطخت كل شيء بالدماء على أمل أن تقف

: يارب امتى اخلص بقا امتى أنا زهقت لا دي حياتي ولا دي أنا نفسي أرجع ريم القديمه زي ماكنت قبل شهرين.

الدور عليك يالمطمن انك مالكش دور....

2024/04/25 · 2 مشاهدة · 940 كلمة
نادي الروايات - 2024